( الصيد بـالصقور ) من أعرق الهوايات في جزيرة العرب
الصقارة :
هو لفظ من المفترض ان يشمل كل ما يتعلق بهواية القنص والصيد بالصقور ومن هذه الامور الصقر وكيفية التعامل معه وتدريبه وكذلك دراسة طباعة ونفسيته وحالته الصحية والوقوف عليها ومن جانب اخر معرفة كل ما يحتاج اليه من ادوات تضمن الحفاظ عليه بيد الصقار وايضا اوقات الصيد واوقات الطيور المهاجرة واماكن الصيد ومعرفتها والوصول اليها والاجواء المناسبة لاطلاق الصقر سواء للتدريب او الصيد الحقيقي وحقيقة ان جميع هذه الامور تسمى في مجملها علم البيزرة ومن الصعب الالمام بهذه الامور جميعا الا من قبل اهل العلم والدراية والخبرة حيث انها حرفة وهواية ضاربة في القدم وسوف نقصر هذه الدراسة على اهم المحاور في عملية القنص والتي لا تخرج عن الصقر والصقار والفريسة وقد انتهينا في الباب السابق من الصقر وبقي علينا المحور الثاني وهو على جانب كبير من الاهمية اذا لم يكن هو الاساس ويقول المثل الصقر من صقاره .
صفات الصقار :
الصبر وسعة الخاطر والاناة والحلم حيث تضمن هذه المزايا التعامل الامثل مع الصقر ذلك الطائر القوي الجميل الحساس البالغ الذكاء والذي يحتاج الى فترات طويلة في مجملها تبدا من اول الايام في تدريبه وتعويده على الانسان وملازمته له حتى اطلاقه لطرد الفريسة والاستمرار في ذلك وخاصة مع الجرناس والذي سرعان ما ينسى صاحبه ويتنكر له اذا ما صاحبه اهمله ولم يداوم على مجالسته ( تدهيله ) ونقله على اليد باستمرار .
صيد الصقور :
حقيقة من الواجب ان نذكر ولو بعرض سطحي لهذا العنوان حيث ان صيد الصقور داخل في هواية الصقارة ومن الضروري اذا لم يكن من الواجب على صاحب هذه الهواية معرفة كيف يصطاد الصقر وخاصة اذا ما عرفنا ان الصقار يتعرض احيانا لمواقف صعبةعندما يتنكر صقره ويهم بالهروب بعد اطلاقه لاي سبب كان ام لقلة مجالسته ومداراته او لسوء الاحوال الجوية او لوجود احد الجوارح الكبيرة كالعقاب وخوفه منها او لاي عائقا كان ولذا سوف نذكر بعض الطرائق المشهورة في صيد الصقور ومنها :
1- شبكة الحمامة : وهي شبكة مصنوعة من البلاستيك وبها خيوط على شكل انشوطه توضع على ظهر الحمامة فتطلق في الخلاء عند رؤية الصقر في الجو بحيث تشبك هذه الخيوط في ارجل الصقر عند مهاجمته للفريسة .
2- شبكة السمانة : وهي تقريب من الطريقة السابقة .
3- النقل : وهي طريقة لا يحبذها البعض لما فيها من ظلم للطائر الصغير المستخدم في جذب الجوارح الموجودة في المنطقة الموجود فيها وهذه الطريقة عبارة عن شبكة صغيرة على شكل سلة غذا ء صغيرة جدا وبها خيوط بلاستيك كما في الشباك السابقة تعلق برجل جارح صغير مثل الشبوط او السبرى ويوضع بها ريش حمام او ما يدل على وجود فريسه معه ويطلق بحيث تغمض عينيه ولايرى وهذا ما يضمن طيرانه بشكل دائري (الحوم) وعلى ارتفاع شاهق نسبيا حيث يراه كل جارح بالمنطقة وينقض عليه للحصول على ما معه من فريسه وهذا ما يجعله يعلق بخيوط البلاستيك المنتشرة بجوانب (النقل) وتشابكه مع الطائر الصغير ويتعذر طيرانه بشكل طبيعي وسقوطهما ارضا .
تدريب الصقر :
تبدا هذه المرحلة مع بداية استلام الصقار للصقر ومن الواجب ان نشير الى اختلاف الطباع بين الحرار والشواهين وكذلك اختلاف طبع كل صقر عن الاخر ولكن ما يجمعها طريقة واحدة في التدريب يتوقف نجاحها على براعة الصقار وخبرته ويتفاوت طول عملية التدريب بين صقار واخر ونوع واخر واول هذه الخطوات : -
1- اطمئنان الصقر ( التربيب ) : - تدريب الصقر في البداية الوقوف على اليد واستقراره عليها وهي خطوة تحتاج لصبر وسعة بال حيث يبدا الصقر بالانزعاج عند رفع الغطاء عن عينيه ( البرقع ) لعدم تعوده ىعلى مجالسته الانسان وهذه الخطوة تحتاج من الصقار لحمل صقره معه اطول فترة ممكنة يوميا لمدة اربع الى خمس ساعات حسب الظروف ومحاولة تعويده على رؤية الانسان بالدخول الى السوق والمجالس الى حين التزامه الهدوء وبداية الاطمئنان من الصقار وهذه الخطوة تحتاج الى تجويع الصقر وتقليل نصيبه من الطعام والذي غالبا ما يرفضه الصقر في اول الايام بحيث يصوم عن الاكل ومن المتعذر ان ياكل بدون غطاء على عينيه وكذلك المداومة على وضع اليد على وجه الصقر وسحبها للصدر بحركة خفيفة وغير مفاجئة وهي ما يسمى بالتدهيل ويستمر الصقار على هذه الخطوة لحين يطلب الصقر الاكل بدون غطاء الوجه ( البرقع ) والقفز من المكان المخصص له ( الوكر ) على يد الصقار والاكل باطمئنان دون الخوف ويستمر على هذه الحالة لمدة خمس او عشرة ايام على ان يستعمل الصقار بعض الاصوات او الاسماء التي يحب ان يطلقها على صقره اثناء تناول الصقر الطعام .
2- التنقيز : وهي خطوة تلي خطوة اطمئنان الصقر وهي ما يسميها الصقاره ( التربيب ) (#) وخطوة التنقيز تطبق في مكان واسع ويستحسن ان تكون في الخلاء حيث ياخذ الصقر والصقار راحتيهما لملائمة الجو وقربه من المناخ الطبيعي للصيد ويحبذ في بداية هذه الخطوة ان يربط سبوق الصقر بحبل محبوك يسميه الصقاره (خيط) ويتراوح طول هذا الحبل بين 10 – 20 متر بشرط ان يكون الطرف الاخر مربوط بشئ ثقيل يصعب على الصقر الطيران به بعيدا ثم يقف شخصين يبعد احدهما عن الاخر مسافة معينة بحيث يكفى الحبل وصول الصقر لكليهما ويوضع بيد كل شخص قطعة من اللحم وبعد ذلك ياخذ من برقع الطير فيبدا الشخص البعيد بدعاء الصقر بصوت مرتفع بنفس العبارات التي يستخدمها الصقار اثناء عملية اطعام الصقر بالخطوة السابقة (التربيب) وسوف يطير الصقر عند سماعه لهذه العبارات ورؤيته لقطعة اللحم متجها الى الشخص الذي يدعيه بحيث يعطى هذا الشخص قليلا من اللحم للصقر ثم يخفيه عنه ويبدا الشخص الاخر بدعاءه بنفس العبارات مما يجعل الصقر يعود اليه وياكل قليلا من اللحم وتستمر هذه الطريقة لعدة مرات لحين الوثوق من ان الصقر قد اطمئن لاصحابه ومن علامات الاطمئنان الاستقرار على يد الصقار دون تحريك الجناحين بقوة "الكفاخ" وكذلك الاكل دون النظر لعين الصقار .
وهنا لا بد ان نذكر ان هناك طرق اخرى للتنقيز يستخدمها البعض وهي بنفس الطريقة ولكن باستخدام الاختفاء الكلي بمشلح او بشت من الشخص الذي يدعي الصقر مما يجعل الصقر يبحث عن الطعام فلا يجده وهذا يضطره للعوده للشخص الاخر الذي انطلق منه والذي يكون على مقربة منه وفي هذه الطريقة يحبذ استخدام الملواح او الشلو .
وتستمر هذه الطريقة لعدة مرات قد تستمر من 2 – 4 ايام لحين الاطمئنان ان الصقر قد وثق من صاحبه وبعدها يستغني عن السبب ويطلق الصقر بعدها بنفس الطريقة بدون سبب وبعد ذلك يبدا الصقار
باختبار سرعة صقره وقدرته على المناوره واللحاق بالفريسة وذلك باطلاق حمامة في الجو واطلاق الصقر عليها واللحاق بها واصطيادها . عموما تستمر عملية التنكيس من يومين الى خمسة ايم في الغالب وتزداد في حالة كون الصقر جرناس او شاهين فهما اصعب تدريبا من الفرخ .
ومن الضروري جدا في هذه المرحلة ان لا يعطي الصقر طعامه لمدة يوم على الاقل قبل اطلاقه ، وكلما كان الصقر تدريبه اسهل بشرط ان لا يكون الجوع سببا في ضعف الصقر واعتلال صحته ولكن بمقدار معين يحدده الصقار وحالة الصقر الصحية .
3- التعليم : هذه الخطوة هي قبل الاخيرة ، حيث يدرب فيها الصقر على عملية القنص (اصطياد الفريسة) والتي تكون طائر الحبارى وهو الفريسة المفضلة للصقار ، وتتم هذه العملية بهد الصقر (اطلاقه) على حبارى كسير (مكسورة الجناح) يتعلم على اصطيادها لان هناك بعض الصقور لا تعرف طائر الحبارى وخاصة الفرخ والذي يهاب في بعض الاحيان من الحبارى خصوصا اذا كان من ارض لا يوجد بها حبارى ، وهذه الخطوة هي دليل او مؤشر على امكانية القنص بالصقر من عدمه .
4- الهدد : وهي الخطوة الاخيرة والتي ينتظرها الصقار بكل شوق وشغف فهي نتاج الخطوات السابقة وعندها اما ان يكون الصقر عند حسن صاحبه واعتزازه بهواما ان يخيب ظنه . ولا تتعدى في معظم الاحوال اربع شهور التي تبدا مع بداية الشهر الحادي عشر الافرنجي "نوفمبر" وحتى بداية الشهر الثالث الافرنجي حيث يسعى الصقار للبحث عن الاماكن المعشبة والتي يكثر فيها العشب والماء وانتظار بداية هجرة طائر الحبارى من الشرق حيث الاماكن الباردة الى الغرب حيث الدفئ وهذا الطائر يبدا هجرته في منتصف شهر اكتوبر ويمر على المناطق الشمالية للمملكة العربية السعودية وهو لا شك ينزل عندما يجد مكانا آمنا مخضرا بالعشب . ويكون القنوص الباحثين عن هذا الطائر على اهبة الاستعداد في هذه المرحلة حيث تعد الصقور بشكل جيد بعد فترة التدريب القاسية ، وفي المقناص يعد الصقر بحيث لا يعطى الوجبة الكاملة ولا حتى منتصف الوجبة بل قطع قليلة من اللحم لسد جوعه فقط ولا تعطى له الا في اخر النهار مع مغيب الشمس حيث تعد فترة الصباح الباكر وفترة العصر هما افضل فترات الهدد والقنص وهما الفترات الطبيعية لوقت صيد الصقر لفريسته . ومن الدلالات على وجود طائر الحبارى في مكان ما هو وجود "الاثر"
اثر هذا الطائر المميزة والتي يعرفها الصقار جيدا او ان يذكر لهم رعاة الاغنام والبدو مشاهدة طائر الحبارى في مكان ما ، وعموما طائر الحبارى في مكان ما ، وعموما طائر الحبارى لا ينزل الا في الاماكن الامنة بعيدا عن الناس والسيارات حتى وان كانت هذه الاماكن قليلة الخضرة .
المقيض او الربطة :
وهذه المرحلة هي مرحلة خطرة جدا واصعب المراحل التي يواجهها الصقار وهي مرحلة تغيير ريش الصقر حيث تستمر هذه الفترة لمدة ستة اشهر الى 8 اشهر وهي اشهر الصيف ويحتاج الصقر في هذه لمكان بارد مشمس بعيد عن اعين وحركة الناس وذلك للمحافظة على عملية خروج الريش الجديد والذي يظهر بشكل بطيئ جدا وبشكل معين حيث تسقط كل ريشتين على حدة بفترة يوم الى اربعة ايام تباعا وخروجهما وسقوط ما بعدهما من ريش واهم هذا الريش هو ريش الاجنحة والذي يحتوي كل جناح على ثمان ريشات اصعبها واخطرها الامواس وهي اخر ريشة تسقط من الجناح واطولها وقد تستغرق خروج الريشة الواحدة وتمامها نحو شهرين وفي فترة الربطة تكثر الامراض بين الصقور وهي اصعب ما يواجهه الصقار واكثر ما يجلب له الحزن والخوف على صقوره . وهذه الفترة وامراضها وعنائها تحتاج الى كتاب خاص بها لكثرة ما بها من امراض .
شاهين البيلس او البيل الكندي:
يعتبر هذا النوع من الشواهين هو الاكبر في الحجم بين سائر انواع الشواهين و من اكثرها ضراوة و شراسة في الصيد و كما ان مزاجه حاد جدااا و هو جريء جداا و قد استعملته بعض المزارع في التهجين بينه و بين صقر الجير و ذلك لما فيه من مواصفات جيدة و قد شاهدت بنفسي اشخاص يحملونه و يقنصون به و يشكرون على فعلة و ادائه الممتاز على حد تعبيرهم
ولكن هنالك البعض لا يفضل ان يقنص به و ذلك بما يتعذرون عنه و هو بقولهم انه عدواني و صعب المزاااج !
و يستوطن هذا النوع في امريكا الشمالية و يتمركز في كندا في سلسلة جبال الروكي
و تصل بعض اوزان الاناث الى 1400 جرام و قياس 18.25x18.25
يعتبر التوسير بالنسبة للصقر من العمليات التي يقوم بها الصقار الخبير لإصلاح ريش الصقر المكسور أو الثني وذلك تفادياً لأي خلل يصيب الصقر وقت طيرانه، فعملية التوسير لا يستطيع أي شخص أن يمارسها إلا إذا كانت لديه الخبرة التجربة الواسعة وكثرة المران، فكثير من الأشخاص حاول توسير ريش طير الآخر بسبب عدم الدراية والتجربة والمعرفة لأن ريش الصقر وخصوصاً { الأمواس } { والتابع } معرضة للكسر بسهولة مما يدل ذلك على القيمة الغالية لمهارة التوسير 0